الجديد فى زراعة الأسنان
عناصر المقال
الجديد في زراعة الأسنان هو ظهورأحجام أصغر للغرسات وأساليب زرع أكثر تقدما، وذلك يبشر بإتساع دائرة الأفراد المؤهلين للحصول على غرسات أسنان صناعية.
تتم عملية زرع الأسنان التقليدية بوضع وتد يعمل بمثابة جذر صناعي للسن، ويصنع هذا الوتد من مادة التيتانيوم ويتم غرسه جراحيا داخل عظام الفك، أسفل خط اللثة.
وعندما يشفى الفك وتلتئم جروحه، ينمو العظم على سطح الوتد، ويحدث إندماج بين العظم والغرسة الأمر الذي يعزز متانة الغرسة.
وبمجرد أن تصبح الغرسة مستقرة، يقوم دكتور زراعة الأسنان بتركيب جزء آخر يطلق عليه دعامة، وتوضع فوق خط اللثة، ثم بعد فترة ثلاثة شهور أو أكثر يجري تثبيت تاج من البورسلين أو الزيركون المصمم خصيصاً بحيث يتواءم مع شكل باقي الأسنان، ويجري تثبيته فوق الدعامة.
ويتراوح قطر الغرسة العادية ما بين 3 و5 مليمترات، وتحتاج إلى وجود حجم مناسب من عظام الفك لدعم الغرسة كي تصبح قوية بما فيه الكفاية لتؤدى دورها في مضغ الطعام.
وفى حالة أن عظام الفك غير كافية لإستيعاب الغرسة سواء بسبب خلع عنيف أو مرض في اللثة تسبب في فقدان العظام ،فإن دكتور زراعة الأسنان يلجأ إلى زيادة حجم عظام الفك بإستخدام طُعُم عظمي .
وفى تلك الحالة تزيد فترة وتكلفة إجراء عملية زرع الأسنان في تلك الحالة .
أما الجديد فى زراعة الأسنان، أنه أصبح هناك خيار آخر أمام الأشخاص الذين لا تتوافر لديهم عظام كافية بمنطقة الفك، وهو زرع غرسات صغيرة يبلغ طولها قرابة طول الغرسات العادية، بينما يتراوح قطر الغرسات الصغيرة بين 1.8 ملليمتر و2.4 ملليمتر.
وعلى خلاف الغرسة ذات الحجم العادي والمرفق بها دعامة فوق خط اللثة، فإن الغرسة الصغيرة عبارة عن قطعة واحدة ، أي غرسة مدمج بها دعامة.
ويسهم الهيكل الواحد للعنصرين في جعل السن الصناعي قوياً، رغم صغر حجمه.
مزايا غرسات الأسنان الصغيرة
- جعل زراعة الأسنان أسرع وأكثر أماناً، فهو يوفرمخاطرة أقل لوضع الغرسة قرب العصب أو الأوعية الدموية.
- يتم الإستغناء عن عمل شق جراحى في اللثة لإدخال الغرسة، حيث يوجه الكمبيوتر دكتور زراعة الأسنان للثقب من خلال الأنسجة الرخوة وصولاً إلى عظام الفك.
- يتيح الكمبيوتر عمل تصميم للتيجان ملائمة لأنماط المضغ الخاصة بالمريض.
- يتم إستخدام الغرسات المصغرة في تثبيت طقم الأسنان ، بحيث يعمل مثل الأسنان الطبيعية، إلا أنه فى تلك الحالة فإن تثبيت طقم الأسنان يتطلب عدداً أكبر من الغرسات الصغيرة مقارنة بالغرسات ذات الحجم العادي.
ورغم المزايا المتعددة لغرسات الأسنان الصغيرة، تظل الحقيقة أنهاغير ملائمة للجميع، وأكثر شخص تناسبه هومن يعاني من فقدان بعض الأسنان مع ضآلة حجم عظام الفك.
تطورات أخرى فى زراعة الأسنان
1- توافرعمل عرض بالكمبيوترثلاثي الأبعاد، أو عمل قالب رقمي للفم والفك، مما يساعد فى تحديد نوع الغرسة وحجمها الأمثل، والمكان الذي يجب وضعها فيه على وجه التحديد.
2- يتم عمل دليلاً إرشادياً لعملية الحفر عن طريق الكمبيوتر ويمكن وصفه بأنه مشابه لعمل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس ).
3- ذكرت مجلة Science Advances العلمية ( أبريل 2021) أن علماء من جامعتي كيوتو وفوكوي في اليابان نجحوا في إعادة نمو أسنان لدى فئران تعاني من تشوهات نتج عنه غياب بعض الأسنان، وذلك من خلال الأجسام المضادة للجين USAG-1، التي تحفز نمو الأسنان.
وأوضحت المجلة إن الحالة التي ظهرت لدى الفئران توجد أيضا لدى 1% من البشر، حيث يوجد لديهم 28 سنا بدلا من 32، وهناك من له أكثر من 32 سنا بين البشر.
وتمكّن العلماء من تحديد عنصرين رئيسيين يساهمان في نمو الأسنان، وهما بروتين العظام المورفولوجيني BMP ومسار الإشارات Wnt، ذو البنية البروتينية أيضا.
وتوصلت التجارب إلى نوع واحد من هذه الأجسام المضادة، تمكن من كبح تفاعل الجين USAG-1 مع البروتين BMP. وإتضح لهم، أن حقنة واحدة من الدواء كافية لنمو السن الناقصة.
ومن المنتظر أن يبدأ الباحثون تجارب مماثلة على حيوانات أكبر مثل الخنازير والكلاب، فإذا كانت نتائجها إيجابية، فسوف تفتح الباب لتطبيقها على الإنسان لاستعادة أسنانه المفقودة.
3- إستخدام عامل النمو الغني بالبلازما (Plasma Rich Growth Factor)
حيث يقوم دكتور زراعة الأسنان بإستخدام بروتينات دم المريض النقية وتطبيقها على عظم الفك واللثة، حيث تعمل هذه البروتينات على تسريع عملية الشفاء لكل من اللثة والفك.
زراعة أسنان طبيعية
قال باحثون بريطانيون من كلية كينغز لندن إن أطباء الأسنان قد يتمكنون في يوم من الأيام من أن يستبدلوا أحد الأسنان المفقودة بأخرى تجرى زراعتها من خلايا اللثة.
وقد عمد فريق البحث إلى أخذ خلايا من أنسجة اللثة لأحد البالغين، وقاموا بدمجها مع نوع آخر من الخلايا المأخوذة من بعض الفئران، حتى تجرى زراعة الأسنان من خلال ذلك.
بينما ركز جزء آخر من العمل على إستخدام خلايا جذعية غير مكتملة النمو في بناء “سن حيوي”.
وقال الباحثون إن الدراسة أثبتت إمكانية القيام بذلك، إلا أنها مكلفة وغير عملية لإستخدامها حاليا فى العيادة.
وقام الباحثون في الدراسة الأخيرة بجمع خلايا ظهارية بشرية من اللثة لدى بعض المرضى، وعملوا على تربية خلايا إضافية منها في المعمل وخلطها ببعض الخلايا المتعلقة باللحمة المتوسطة المأخوذة من الفئران.
وذكر الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة أبحاث طب الأسنان أنه ومع زراعة مزيج الخلايا ذلك فى الفئران، تمكن الباحثون من زراعة سن هجين مأخوذ من الفئران والبشر له جذور حية.
وقال بول شارب كبير الباحثين في هذه الدراسة إن خلايا اللحمة المتوسطة يمكن العثور عليها داخل قلب ضرس العقل إضافة إلى بعض المصادر الأخرى، إلا أن الصعوبة تكمن في الحصول على قدر كاف من تلك الخلايا.